Page 148 - web
P. 148
مقالات وآراء
مضيق باب المندب
بين أطماع الإرهاب وجهود المواجهة
ُُيعُ ُّد مضي ُُق باب المندب من أهم الممرات المائية في العالم؛ فهو بالتعاون مع
نقطٌٌة محورية بين قاَّرَ ات آسيا وإفريقيا وأوروبا ،ويستحوذ على نحو % 12من
الملاحة العالمية؛ إذ يمُُّر به في العام نحو 25,000قطعة بحرية معظمها العقيد الدكتور عبد الله محمد شادي
من ناقلات النفط العملاقة وسفن الشحن التجارية التي تربط الشرق بالغرب.
غير أن هذا المضيق بات مطمًًعا لكثير من الجماعات والتنظيمات الإرهابية الممثل الإعلامي للجمهورية اليمنية في التحالف
التي استغلت التوترات المحيطة في دول الجوار؛ لتهديد أمن المضيق، الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب
واستغلاله في تمويل جرائمها .وقد أدى ذلك إلى استنفار القوى الإقليمية
والدولية لمواجهة تلك الجماعات والحفاظ على تجارتها ومصالحها 148
الاقتصادية.
إرهاب بحري
لما ازدادت حركة التجارة العالمية عبر البحار ازداد الإرهاب البحري
على نحٍٍو ملحوظ ،و ُُيعُ ُّد تهديد مضيق باب المندب تهديًًدا قومًًّيا
للدول المطلة على البحر الأحمر ،مثل( :المملكة العربية السعودية،
ومصر ،والسودان ،واليمن ،والأردن ،وجيبوتي ،والصومال ،وإرتيريا) .ويلجأ
الإرهابيون إلى القرصنة أو الاستيلاء علـى السفن بالقوة ،والمطالبة
بمبالغ مالية كبيرة مقابََل الإفراج عنها وعن طاقمها ،أو تهديد حركة
الملاحة بالاعتداء على تلك السفن بالصواريخ أو الطائرات المسَّيَ رة ،أو
باستخدام الزوارق المفَّخَ خة والألغام البحرية؛ لذلك فإن ثمة تشابًًها بين
جريمة الإرهاب وعدة جرائم أخرى ،أولها جريمة «القرصنة البحرية» التي
فاقت في تداعياتها و ُُسبل تنفيذها كَّلَ التصرفات الإجرامية المُـرتكبة
في المياه الدولية ،ولا سَّيَ ما إذا ُُنفذت تلك الجرائم غير الإنسانية في
نطاق مضيٍ ٍق إستراتيجي وممٍٍّر مائي مهم مثل «باب المندب».
وتجدر الإشارة إلى تداعيات العلاقة الطردية بين شراسة المواجهات
الأمنية التي يقودها التحالف الدولي ضَّدَ الجماعات الإرهابية في البِِّر وبين
اتلآممدندةتاللتكياُُلتجمِِّثمالعاشرتاييوننقحلرمكةعاررئيكسهاةإلللىت اجلارمةمارلاعتالالمبيحةر،يةحايلإثسيترامُُتّري نجيحةو
ثلثي إنتاج النفط في العالم ،و % 90من التجارة العالمية عبر المضائق،
ولا سَّيَ ما مضيق باب المندب ،وإن تعطيل الملاحة بالمضيق يزيد الآثار